د.كاتسو تاكاهاشي هو طبيب أسنان ياباني وباحث بالعلوم الحيوية الجزيئية، يعمل كرئيس قسم طب الأسنان وجراحة الفم في مستشفى كيتانو باليابان، ويرأس الآن فريق الأبحاث الذي يعمل على تجربة دواء نمو الأسنان المفقودة، والذي استوحى فكرته من ملاحظة سرعة النمو المذهلة لأسنان أسماك القرش بعد فقدانها، كما أنه لاحظ أن طفرة جينية واحدة فقط في الإنسان يمكنها تغيير عدد الأسنان.

     يعمل عالم الأحياء الجزيئية وطبيب الأسنان تاكاهاشي على تجديد الأسنان منذ عام 2005، ويأمل ألا يكون هذا العلاج فقط لحالات الأسنان الخلقية ولكن لأي شخص فقد أسنانه في أي عمر . إذا نجح هذا العلاج، يمكن أن يكون متاحًا للمرضى الذين يعانون من أي أسنان مفقودة بشكل دائم في غضون خمس سنوات.

     يمرّ الإنسان بتجارب حياتيّةٍ قد يعتبرها البعض من المسلّمات، لكن هناك بعض البشر قد حباهم الله بنعمة التأمّل والتعمّق في محاولة تفسير ما تدركه حواسّه فينتبه لما غفل عنه الآخرون، ثمّ يأتي من بعده  مَن يقرّر أن يهبَ حياته لتحقيق ما عجز عنه من كان قبله فيأتي بما لم يأت به غيره من اكتشافاتٍ وابتكاراتٍ وحلولٍ جديدةٍ لمشاكل قد تكون قديمةً قِدَمَ الإنسان.

     عانى الإنسان على مرّ الزمان من ألم الأسنان وكانت أسهل الحلول التي ما زالت مطروحة حتى الآن هي التخلص من الأسنان، لكنه سرعان ما أدرك أهمية الأسنان من الناحية الوظيفية والجمالية والنفسية ، فعمل على إيجاد حلولٍ لتقليل عملية فقد الأسنان و حاول أيضاً تعويض ذلك الفقد من خلال التركيبات التعويضية والتي لم تصل إلى حل الكمال بالرغم من تطورها السريع في عالمنا المعاصر، وظلت فكرة إعادة تحفيز نمو الأسنان تداعب خيال الأطباء والعلماء على مر العصور، حتى جاء ذلك الطبيب الياباني الذي حقّق ما ظنّ الكثيرون أنّه مجرد خيالٍ علميٍّ.

     يقول الدكتور كاتسو تاكاهاشي: “إن فكرة زراعة أسنان جديدة هي حلم كل طبيب أسنان”.

ويعمل د. تاكاهاشي على تحويل حلمه إلى حقيقة منذ أيامه كطالب دراسات عليا، وفقاً للتقارير. وبعد كلية طب الأسنان، تابع تاكاهاشي دراساته العليا في البيولوجيا الجزيئية في جامعة كيوتو في عام 1991 في كيوتو باليابان.

بعد تخرجه، سافر د. تاكاهاشي إلى الولايات المتحدة عندما بدأت الأبحاث في ذلك الوقت لاكتشاف الجينات التي يمكن أن تسبب نمو أسنان أقل للفئران. وقالت الدكتورة إيرين كيندي، المتحدثة باسم الجمعية الأميركية لطب الأسنان ومديرة تعليم طب الأسنان قبل الدكتوراة في كلية طب الأسنان بجامعة كانساس سيتي في ميسوري، لشبكة «فوكس نيوز»: «هناك عشرات السنين من الدراسات تتعلق بطرق مختلفة لزراعة أنسجة الأسنان البشرية». ويقول د. تاكاهاشي: “إن عدد الأسنان يختلف فقط مع طفرة جينية واحدة – لذلك قرر إجراء المزيد من الأبحاث من خلال استهداف جينات معينة يمكن أن تتسبب في نمو أسنانٍ جديدةٍ.

  خلال بضعة أيام ستبدأ أول تجربة بشرية لدواء تحفيز الجسم لإعادة تكوين أسنان طبيعية خلال أشهر قليلة. انتشرت أنباء نجاح تجربة هذا الدواء في الحيوانات منذ عام، مما مهّد الطريق لأن يكون الدواء متاحًا تجاريًا بدايةً من عام 2030.

     سيجري إجراء التجربة في مستشفى جامعة كيوتو اليابانية في الفترة من سبتمبر 2024 إلى أغسطس 2025. قام العلماء بجمع 30 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 30 و 64 عامًا فقدوا ضرسًا واحدًا على الأقل، وسيتم اختبار العلاج عن طريق حقنة وريدية من أجل متابعة فعاليته على الأسنان البشرية، بعد أن نجح في تحفيز نمو أسنان جديدة في النموس والفئران دون أيّة آثارٍ جانبيةٍ كبيرةٍ.

     وقالت الباحثة الرئيسية “كاتسو تاكاهاشي”، رئيسة قسم طب الأسنان وجراحة الفم في مستشفى كيتانو: «نريد أن نفعل شيئًا لمساعدة أولئك الذين يعانون من فقدان الأسنان أو غيابها، بينما لم يكن هناك حلٌّ طبيعيٌّ حتى الآن يوفر علاجًا دائمًا، نشعر أن توقعات الناس لتحفيز نمو الأسنان عالية».

     بعد انتهاء المرحلة الأولى للتجربة والتي ستستمر 11 شهرًا، سيقوم الباحثون بعد ذلك بتجربة الدواء على المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 7 سنوات والذين فقدوا أربعة أسنان على الأقل بسبب نقص الأسنان الخلقي، والذي يقدر أنه يؤثر على 1٪ من الناس. ويعمل الفريق الآن على توفير الأفراد اللازمين لإنجاح هذه المرحلة الثانية من التجربة.

     سيعمل الباحثون بعد ذلك على توسيع التجربة لتشمل أولئك الذين يعانون من فقدان الأسنان الجزئي، وهم الأشخاص الذين يفقدون أسنانًا دائمة من واحد إلى خمسة أسنان بسبب عوامل بيئية. يختلف معدل حدوث ذلك من بلد إلى آخر، ولكن يقدر أن حوالي 5٪ من الأمريكيين يفتقدون الأسنان، مع وجود نسبة أعلى بكثير بين كبار السن.

     يقوم الدواء نفسه بإلغاء تنشيط بروتين الجين 1 (USAG-1) المرتبط بتحسيس الرحم، والذي يثبط نمو الأسنان. كما تم نشره من قبل في عام 2023، فإن منع تفاعل USAG-1 مع البروتينات الأخرى يشجع على إشارات البروتين المورفوجيني للعظام  (BMP)، مما يؤدي إلى توليد عظام جديدة ، ونتج عنه ظهور أسنان جديدة في أفواه الفئران والقوارض، وهي أنواع تشترك في نفس الخصائص USAG-1  مثل البشر. وأشار الباحثون إلى أن البروتين USAG-1 يحتوي على نسبة عالية من الأحماض الأمينية بنسبة 97٪ بين أنواع الحيوانات المختلفة، بما في ذلك البشر والفئران وكلاب البيجل. ومع ذلك، لا توجد كلمة عن نتائج التجربة على كلاب البيجل حتى الآن…

ينتظر الكثيرون نتائج تجربة العقار الجديد على البشر ، منهم من ينظر إليها بعين المتشكك ومنهم من ينظر بعين الأمل.

 يمكنك مشاهدة فيديو المحاضرة الأكاديمية السابعة والتسعون على الإنترنت من خلال الضغط على اللينك :

بعنوان: تطوير «طب نمو الأسنان» لفقدان الأسنان الخلقي (علاج الأشخاص الذين يولدون بدون أسنان) مترجم للعربية بالأسفل

محاضرة خاصة ١ : علم الوراثة لفقدان الأسنان الخلقي يوشيتو توكيتا سينسي، مركز العلاج الطبي في محافظة آيتشي، معهد أبحاث الإعاقة التنموية، باحث أول استحداث تكنولوجيات جديدة لمعالجة فقد الأسنان الخلقي (أ)

محاضرة خاصة 2 السيد كاتسو تاكاهاشي مدير جراحة الأسنان والفم، مستشفى كيتانو، معهد الطب، تاتسوكي كوفوكاي